غزة:-قلق-بين-الفلسطينيين-مع-اقتراب-ساعة-الصفر-لتنفيذ-قانون-إسرائيلي-قد-يحرمهم-من-خدمات-الأونروا

غزة: قلق بين الفلسطينيين مع اقتراب ساعة الصفر لتنفيذ قانون إسرائيلي قد يحرمهم من خدمات الأونروا

غزة: قلق بين الفلسطينيين مع اقتراب ساعة الصفر لتنفيذ قانون إسرائيلي قد يحرمهم من خدمات الأونروا

تقرير: مراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة
أعده: عزت الفري – مقر الأمم المتحدة بنيويورك

المساعدات الإنسانية

مع اقتراب دخول القانون الإسرائيلي بحظر عمليات الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيز التنفيذ تتزايد المخاوف بين الفلسطينيين في قطاع غزة بشأن مستقبلهم فيما يواصلون التعامل مع الآثار المدمرة للحرب التي استمرت 15 شهرا وقلبت حياتهم رأسا على عقب.

ورغم المخاوف والإدانات الدولية العديدة على أعلى المستويات، بما في ذلك من الأمين العام أنطونيو غوتيريش والجمعية العامة للأمم المتحدة، يبدو أن هناك إصرارا في إسرائيل على تنفيذ ما وصفه المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني بأنه “قرار كارثي” يخالف الأعراف والقوانين الدولية.

وقد عقد مجلس الأمن الدولي أمس فقط اجتماعا لمناقشة القرار الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الخميس، حيث استمع إلى إحاطة من السيد لازاريني. وأوضح المسؤول الأممي أن تقويض عمليات الأونروا في غزة “من شأنه أن يعرض الاستجابة الإنسانية الدولية للخطر، ويؤدي إلى تدهور قدرة الأمم المتحدة في الوقت الذي يتعين فيه زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية الكارثية بالفعل لملايين الفلسطينيين”.

وأشار إلى أن حكومة إسرائيل “تزعم أن خدمات الأونروا يمكن نقلها إلى كيانات أخرى”، مشددا على أن تفويض الوكالة المنوط بها من قبل الجمعية العامة بتقديم خدمات عامة لسكان بأكملهم هو تفويض فريد من نوعه.

وتطرق كذلك إلى زعم الحكومة الإسرائيلية أن الأونروا تلعب دورا لا يُذكر في تقديم المساعدات الإنسانية في غزة، موضحا أن الأونروا تشكل نصف الاستجابة للطوارئ، بينما تقدم جميع الكيانات الأخرى النصف الآخر.

وكالة يثق بها الفلسطينيون

وقال لازاريني إن الفلسطينيين يعرفون الأونروا ويثقون بها، فبالنسبة لهم، الأونروا هي الأطباء والممرضون الذين يقدمون الرعاية الصحية؛ والعمال الذين يوزعون الغذاء؛ والميكانيكيون والمهندسون الذين يبنون ويصلحون الآبار لتوفير مياه الشرب النظيفة.

وقد ظهر ذلك جليا في شوارع دير البلح وسط قطاع غزة حيث التقى مراسل أخبار الأمم المتحدة العديد من النازحين لمناقشة احتمال الاستيقاظ يوم الخميس بدون الوكالة. ومن بين هؤلاء النازحين إيمان حلس التي تقيم حاليا في إحدى مدارس الأونروا مع عائلتها.

أكدت لمراسلنا أنه في حال توقفت الوكالة عن تقديم المساعدات “لن يكون لدينا ما نأكله أو نشربه، وهذا سيؤثر علينا كثيرا. الناس كلهم سيتدمرون ولن يتوفر لهم طعام أو ماء أو دقيق”.

أما أروى المصري، فأكدت أن أكثر من 20 ألف شخص يقيمون حاليا في هذه المدرسة، وأكثر من 1.5 مليون شخص في القطاع يعتمدون على خدمات الوكالة للبقاء على قيد الحياة.

تعيش أروى المصري في إحدى مدارس الأونروا في غزة، إلى جانب أكثر من 20 ألف نازح.

وقالت: “هذا القرار خطير جدا علينا. نحن نعيش على الوكالة. نحن نعيش على الدقيق والحمص وغيرهما من المؤن التي تقدمها الأونروا. الكثير من الناس يدبرون أمرهم ومستورون بسبب هذا. فإذا توقفت خدماتها، فلن يتمكن الناس من العثور على قوت يومهم بالتأكيد – ما يأكلونه ويشربونه بالحد الأدنى. هذا عداك عن الخيام التي من المفترض أن توزعها الأونروا على الأسر النازحة. والآن بدون هذه الخيام، لن يكون لدى الناس مكان للإقامة. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال العديد من العائلات تعيش في المدارس التي تديرها الأونروا”.

وفي حين عملت الأونروا على توفير شريان حياة للعديد من العائلات من خلال مساعداتها الطارئة أثناء الحرب ووقف إطلاق النار في غزة – وهي تعتبر العمود الفقري للعمل الإنساني هناك – إلا أنها كانت تتولى أيضا مهام ضرورية لضمان حياة كريمة لمئات الآلاف في غزة لعقود قبل الحرب، كما هو الحال لملايين الفلسطينيين في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

وقد عبرت السيدة إحسان عنبر عن هذا في حديثها لمراسل أخبار الأمم المتحدة. وقالت إنه بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى المساعدات أثناء الحرب، مرت عليها أيام كانت لا تجد قطعة خبز لإطعام أطفالها لولا الوكالة.

وقالت: “قبل الحرب، كان لدي كل شيء. عمري ما احتجت لإنسان – عمري ما ذللت نفسي لبني آدم. كانت عمليات الأونروا توفر الصحة والتعليم. الآن، تدخل مياه المجاري إلى بيوتنا. تكفي الأمراض التي تحملها أطفالي. كل أسبوع كان علي أن آخذ طفلا إلى المستشفى. لا يمكننا أن نتحمل المزيد من المشقة”.

أكثر من 20 ألف نازح فلسطيني يحتمون في مدرسة تابعة للأونروا في غزة.

محو الهوية الفلسطينية

أمر حظر عمليات الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة يأتي في وقت أصبحت فيه ثقة المجتمع الفلسطيني بالمجتمع الدولي منخفضة للغاية بالفعل، وقد يقوض القرار وقف إطلاق النار في غزة، حسبما قال المفوض العام للوكالة لمجلس الأمن. وقد أصدرت الحكومة الإسرائيلية قرارا يستوجب على الأونروا “وقف عملياتها في القدس وإخلاء كل المباني التي تديرها في المدينة في موعد أقصاه 30 كانون الثاني/يناير”.

وفي هذا السياق، قال لازاريني إن القانون الذي أقره الكنيست، الذي من شأنه حظر عمل الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة، يتحدى مجلس الأمن والجمعية العامة ويتجاهل مـحكمة العدل الدولية وأن الأونروا هي مبادرة أنشأتها الجمعية العامة لمساعدة الأمم المتحدة، في انتظار إجابة سياسية لقضية فلسطين.

وشدد على أن الهجمات السياسية على الوكالة “مدفوعة بالرغبة في تجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، وبالتالي تغيير المعايير الراسخة منذ فترة طويلة للحل السياسي. والهدف هو حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق تقرير المصير ومحو تاريخهم وهويتهم”.

صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *