غوتيريش: واثقون بأن لبنان سيشهد قريبا تشكيل حكومة يشعر فيها الشعب اللبناني بأنه مُمثَّل
غوتيريش: واثقون بأن لبنان سيشهد قريبا تشكيل حكومة يشعر فيها الشعب اللبناني بأنه مُمثَّل
وفي مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته إلى لبنان، قال غوتيريش: “لقد انفتحت نافذة تمهد الطريق لعصر جديد من الاستقرار المؤسسي، ودولة قادرة تماما على حماية مواطنيها، ونظام يسمح للإمكانات الهائلة للشعب اللبناني بالازدهار”.
وشدد على أنه يجب بذل قصارى الجهد لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة، مشيرا إلى أن هذا كان محور اجتماعاته مع كل من رئيس لبنان العماد جوزاف عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب.
وأضاف غوتيريش أنه “مع وجود رئيس دولة وحكومة، بمجرد تشكيلها، سيكون لبنان في وضع يسمح له بتلبية احتياجات شعبه وبسط سلطة الدولة في جميع أنحاء أراضيه”، منبها إلى أن هناك تحديات كبيرة.
وتحدث عن زيارته إلى الجنوب أمس الجمعة حيث رأى بنفسه التأثير الإنساني المأساوي والمستوى المطلق من الدمار الذي أحدثه الصراع.
وقال إن احتياجات إعادة البناء كبيرة، ولكنها ليست مستعصية على الحل، مضيفا أنه “بالعمل جنبا إلى جنب مع السلطات اللبنانية والشركاء، ستكثف الأمم المتحدة دعمها للتعافي وإعادة الإعمار في جميع أنحاء لبنان”.
وأوضح كذلك أن العديد من الإسرائيليين كانوا ضحايا، حيث قلب الصراع حياتهم رأسا على عقب، معربا عن أمله في أن يتمكن الجميع من كلا الجانبين قريبا من العودة إلى المناطق التي عاشوا فيها واستئناف حياتهم اليومية.
تنفيذ القرار 1701 بالكامل
وقال أمين عام الأمم المتحدة إن “وقف الأعمال العدائية هش، ولكنه صامد”، داعيا كلا الطرفين وكل من يتمتع بالنفوذ، إلى ضمان الوفاء بالالتزامات. وشدد على أنه يجب استخدام الآلية التي تم إنشاؤها حديثا لمعالجة القضايا العالقة.
وجدد التأكيد على أن قـرار مجلس الأمن رقم 1701 واضح وهو أنه يجب أن تكون المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من جميع الأفراد المسلحين والأصول والأسلحة – باستثناء تلك التابعة لحكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وتحدث عن زيارته لقوات اليونيفيل التي تقوم بمهمة حيوية، مضيفا أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تعمل حاليا على تعزيز قدراتها وتكييف سلوكها في العمل، في إطار تفويضها.
وقال غوتيريش: “رغم التحديات المستمرة، فمن الممكن تحقيق المعالم الحاسمة بالإرادة السياسية الكافية. لابد من ضمان سلامة وأمن وحرية حركة قوات اليونيفيل بشكل كامل”.
وشدد على أنه “من الضروري أن نرى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية والانتشار المتزامن للقوات المسلحة اللبنانية في مختلف أنحاء جنوب لبنان في الإطار الزمني المتفق عليه”.
وأكد كذلك على أنه لابد من احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، ولابد أن تتمتع الدولة اللبنانية بالسيطرة الكاملة على الأسلحة في مختلف أنحاء الأراضي اللبنانية.
وقال: “من الأهمية بمكان أيضا أن ننظر إلى ما هو أبعد من فترة الستين يوما، من أجل البدء في العمل على تنفيذ القرار 1701 بالكامل في جميع أبعاده هذه المرة”.
وعود واختبارات هائلة
وقال الأمين العام إن “الوضع في المنطقة يتطور بسرعة، مع التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، فضلا عن التطورات في سوريا المجاورة”.
وأشاد بحكومة وشعب لبنان على تضامنهما طويل الأمد في استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، مضيفا: “إن روح التضامن هذه هي التي يجب على العالم أن يظهرها لشعب لبنان”.
وقال أمين عام الأمم المتحدة: “إن الطريق أمامنا مليء بالوعود، ولكن أيضا بالاختبارات الهائلة. ويشمل ذلك الإصلاحات والجهود المبذولة من أجل تحقيق قدر أكبر من المساءلة”. ودعا إلى الاستفادة إلى أقصى حد من هذا الجو من الفرص.
وقف إطلاق النار في غزة
وسأل الصحفيون أمين عام الأمم المتحدة عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث قال إنه كان يطالب منذ اليوم الأول بوقف إطلاق النار في غزة والإفراج غير المشروط عن الرهائن والسماح بحرية الوصول إلى المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
وأضاف: “أنا على يقين تام من أننا سنبدأ غدا في تحقيق هذه الأهداف الثلاثة، وهي أنه لن يكون هناك المزيد من القتال، وأنه سيتم تسهيل وصول المساعدات الإغاثية إلى غزة، والبدء في إطلاق سراح الرهائن”.
وعن عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، قال غوتيريش إن الوكالة مازالت تعمل في غزة والضفة الغربية، مضيفا “لا ننوي إيقاف عملياتنا، ما لم توقفها إسرائيل”.
وعن المساعدات الإنسانية، قال أمين عام الأمم المتحدة إن اتفاق وقف إطلاق النار واضح فيما يتعلق بهذا الأمر، وهو ألا تضع إسرائيل أي عوائق أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكنه نبه إلى أن “هذا لا يعني أن الأمر سهل، مشيرا إلى أن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة أمر صعب، فهناك عصابات تنهب القوافل بشكل منهجي، وهناك عقبات أخرى تتعلق بالتدهور الكامل لقطاع غزة وبنيته التحتية”.
دعم كامل
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد التقى اليوم السبت في بيروت عددا من المسؤولين منهم رئيس لبنان العماد جوزاف عون، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال غوتيريش للصحفيين بعد اجتماعه برئيس البلاد إنه في هذا الاجتماع “أتيحت لي الفرصة للتعبير عن تضامننا مع شعب لبنان الذي عانى كثيرا، كما أعربت عن دعمنا الكامل للرئيس وللحكومة المستقبلية، مع علمنا أنه سيكون من الممكن الآن تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية وتهيئة الظروف اللازمة لتمكين الدولة اللبنانية من حماية مواطنيها بشكل كامل”.
وأضاف أنه سيكون من الممكن، مع انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني في كامل الأراضي اللبنانية، فتح صفحة جديدة للسلام.
وقال إنه يعلم أن اللبنانيين يتمتعون بديناميكية استثنائية، وصمود هائل، وشجاعة كبيرة، وأنه بمجرد انتهاء النزاع، تبدأ عملية إعادة الإعمار.
وختم تصريحاته بالقول: “أود أن أعبر عن دعمنا الكامل واستعدادنا لتعبئة المجتمع الدولي بالكامل لتقديم كل أشكال الدعم للبنان، لما نعتقد أنه سيكون تعافيا سريعا لهذا البلد، ليعود مرة أخرى مركزا حيويا للشرق الأوسط”.
نقلة نوعية استثنائية
وتحدث الأمين العام للصحفيين كذلك بعد لقائه برئيس الحكومة المكلف نواف سلام وأعرب عن دعم الأمم المتحدة الكامل للعملية الجارية في لبنان، حيث شهد البلد انتخاب رئيس جديد، ورئيس وزراء جديد مكلف بتشكيل حكومة، وتوفر فرص جديدة للبنان بعد اكتمال اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، وتولي القوات المسلحة اللبنانية كامل المسؤوليات المنوطة بها.
وقال غوتيريش: “نحن على قناعة تامة بأن هذا التطور سيمثل نقلة نوعية استثنائية للبنان، والأمم المتحدة تدعم بالكامل رئيس الجمهورية وحكومة لبنان، لحشد المجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل للبنان الذي يجب أن يستعيد مكانته كمركز محوري في منطقة الشرق الأوسط”.
لحظة مهمة
وبعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أعرب أمين عام الأمم المتحدة عن ثقته في أن لبنان سيشهد قريبا تشكيل حكومة يشعر فيها الشعب اللبناني بأنه مُمثَّل، وأن لبنان سيكون قادرا على ضمان أمن مواطنيه.
وقال الأمين العام: “يسعدني ويشرفني كثيرا أن أزور مرة أخرى رئيس مجلس النواب وأعبر له عن تضامن الأمم المتحدة الكامل مع الشعب اللبناني في هذه اللحظة المهمة من تاريخه”.
وأكد أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب لتحقيق هدف واضح جدا ألا وهو أن الوجود الإسرائيلي في الجنوب يجب أن ينتهي بالطريقة المحددة في الاتفاق، وأن تكون القوات المسلحة اللبنانية قادرة على بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة