مسؤول أممي: ما يحدث في غزة “حرب بلا حدود” ونرفض تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم
مسؤول أممي: ما يحدث في غزة “حرب بلا حدود” ونرفض تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم
المساعدات الإنسانية
وصف مسؤول أممي الوضع في قطاع غزة بأنه “حرب بلا حدود”، مشيرا إلى أن “الغارات الجوية تهز القطاع ليلا ونهارا. والقنابل تتساقط بلا توقف، بينما تفيض المستشفيات بالإصابات الجماعية. ووصف ما يجري في القطاع بأنه “حلقة لا نهائية من الدم والألم والموت. غزة فخ موت”.
مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، جوناثان ويتال كان يتحدث – عبر الفيديو – من دير البلح وسط غزة إلى الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأشار إلى أنه لم يكن متأكدا مما يمكنه قوله ليصف الوضع على الأرض في غزة، ولكنه قرر
“عدم تلطيف كلماته”، خاصة بعد تنسيقه لمهمة كشفت عن مقبرة جماعية لعدد من العاملين في المجال الإنساني، الذين قُتلوا في رفح أثناء محاولتهم إنقاذ الأرواح.
وأوضح أن هؤلاء المسعفين القتلى كانوا “لا يزالون يرتدون زيهم الرسمي، ولا يزالون يرتدون القفازات”، وقتلوا أثناء محاولتهم إنقاذ الأرواح. وأضاف أن سيارات الإسعاف الخاصة بهم “تعرضت للقصف واحدة تلو الأخرى أثناء دخولها منطقة كانت القوات الإسرائيلية تتقدم فيها”.
وأشار جوناثان ويتال إلى أن المقبرة التي دُفنوا فيها كانت عليها علامة ضوء الطوارئ من أعلى سيارة الإسعاف المحطمة. وقال إن هذا “يرمز إلى النقطة التي وصلنا إليها في غزة. ما يحدث يتحدى اللياقة، ويتحدى الإنسانية، ويتحدى القانون”.
وعدّد ويتال سلسلة من “الأهوال” التي وقعت في الأسبوعين الماضيين فقط، شملت قصف مبان تابعة للأمم المتحدة بقذائف الدبابات، واستهداف مجمعات المساعدات الدولية والمستشفيات، وقتل عمال البلديات في شاحنات المساعدات الإنسانية، وقصف الناس في عمليات توزيع الغذاء، وتضرر مخازن المساعدات الإنسانية من جراء الغارات.
أوامر النزوح تغطي 64% من قطاع غزة
المسؤول الأممي قال إن أوامر النزوح القسري عادت بعد انهيار وقف إطلاق النار قبل أسبوعين، مبينا أن 64% من قطاع غزة أصبح الآن تحت أوامر النزوح القسري أو داخل ما يسمى بـ “المنطقة العازلة”، وأن 97.2% من محافظة رفح تضررت.
وقال إن حوالي 100 ألف شخص نزحوا من رفح في اليومين الماضيين فقط، وأضاف: “لقد رأينا بعضهم في مهمتنا مؤخرا يتعرضون لإطلاق النار أثناء فرارهم”.
مرور شهر على منع المساعدات
“لا مكان ولا أحد آمنا”، وفقا للسيد ويتال والذي قال إن زملاءه يخبرونه أنهم “يريدون فقط أن يموتوا مع عائلاتهم. أسوأ مخاوفهم هي النجاة بمفردهم”.
وأكد ويتال أنه “لا يمكننا أن نقبل بتجريد المدنيين الفلسطينيين من إنسانيتهم إلى درجة أنهم لا يستحقون البقاء على قيد الحياة”، مشيرا إلى مرور شهر على منع دخول الإمدادات إلى غزة، وأن 2.1 مليون شخص محاصرون، ويتعرضون للقصف والتجويع.
وأضاف أن الأزمة الإنسانية في غزة تخرج عن نطاق السيطرة، وأن جميع المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي أغلقت، وأن أسواق غزة أصبحت ركاما، وأن فرق الإسعاف تُقتل، وأن الناس يعيشون على نظام مساعدات يتعرض للهجوم.
وردا على أسئلة الصحفيين قال إنه لا يوجد مكان آخر في العالم، على حد علمه، يخضع فيه سكان بأكملهم يبلغ عددهم 2.1 مليون شخص للحصار وتُمنع عنهم كل أشكال المساعدات الإنسانية مع تدمير القطاع التجاري ثم يُتوقع أن يبقوا على قيد الحياة معتمدين بشكل كامل على الإغاثة في قطاع محاصر يتعرض للقصف.
العاملون الإنسانيون ليسوا سحرة
ويتال أكد في كلمته عدم وجود “حلول إنسانية للمشاكل التي تواجهها غزة. هذه الأزمة تحتاج إلى عمل سياسي. أعتقد أن هذا يجب أن يبدأ بالمساءلة. المساعدات لن تعوض عن الإخفاقات السياسية التي رأيناها في غزة”.
ومضى قائلا: “العاملون في المجال الإنساني في غزة – ومعظمهم فلسطينيون – ملهمون حقا. ولكننا لسنا سحرة. نعرف كيف نوصل الغذاء والماء والمأوى والدواء. يمكننا القيام بعملنا إذا تم تمكيننا من ذلك. فعلنا ذلك بالضبط عندما كان وقف إطلاق النار ساريا. أما الآن، فنحن نجمع جثث المستجيبين الأوائل”.
“ما يحدث في غزة لن يبقى في غزة”
وحذر ويتال من أن “ما يحدث في غزة لن يبقى هناك”. وأضاف: “أعتقد أنه من المهم بالنسبة لنا أن ندرك أن ما يحدث في غزة لن يبقى محصورا فيها. لا يمكننا أن نسمح باستبدال النظام القائم على القواعد بنظام ذي قواعد مختلفة لبعض الناس، ونظام قواعد آخر لأناس آخرين”.
وأعرب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة عن أمله في أن تستخدم الدول الأعضاء نفوذها السياسي والاقتصادي لفرض القانون الدولي، وأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار يوقف المذبحة ويحرر الرهائن، “وأن يتم النظر إلى الفلسطينيين باعتبارهم بشرا، وأن ينتهي هذا الجنون”.
المزيد عن تطورات الوضع في غزة لاحقا….
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة