الشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي تهدد عروش نظيرتها العملاقة
قال مختصون في التقنية: إن الشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي، تهدد عروش نظيرتها العملاقة، بتكاليف أقل وحلول تعزز التنافسية، لا سيما بعد ظهور تطبيق “ديب سيك” الصيني مؤخرا.
وأضاف المختصون، لـ”اليوم”، أن الصراع في مجال الذكاء الاصطناعي على أشده، وسط معركة اقتصادية وتقنية تعيد تشكيل موازين القوى العالمية، مشيرين إلى أن التركيز سينصب على البنية التحتية، والكفاءات، والسياسات المنظمة الحاسمة لتصدر المشهد العالمي عبر الثورة التقنية.
حدد المختصون حدود السباق نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وأهم محاور الاهتمام للشركات الناشئة والمستثمرين حول العالم بسبب إمكانات الثورة التقنية في تغيير طريقة عمل الاقتصاد العالمي، وأهم الفجوات بين الدول في تلك المعركة.
حلول مبتكرة
قال رئيس قسم الدراسات العامة بالكلية التقنية في جدة نايف الثبيتي: إن الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تعرف على أنها مؤسسات صغيرة أو متوسطة الحجم، تعتمد تقفي تقنياتها على تطوير حلول مبتكرة في مختلف القطاعات، مثل الصحة، التعليم، الطاقة، الزراعة، والصناعة.
وأوضح أن الشركات تعمل على تطوير تطبيقات ومنتجات تعتمد على (التعلم العميق – ومعالجة اللغة الطبيعية – والروبوتات والأنظمة الذكية – وتحليلات البيانات الضخمة).
نايف الثبيتي
وأشار إلى أن تلك الشركات: تركز على القطاعات التي تمتلك إمكانات كبيرة لأعتماد الذكاء الاصطناعي مثل الرعاية الصحية والأمن السيبراني والزراعة الذكية والتكنولوجية المالية.
ولفت إلى أن التوسع السريع في تلك الاستثمارات قاد كبرى الدول في الاستثمار فيه، إذ تشير الدراسات إلى أن حجم السوق عالمياً سيصل إلى 1.8 تريليون دولار بحلول 2030.
ديب سيك
وقال الخبير التقني م.أحمد الثقفي: إن ظهور نموذج “ديب سيك” الصيني أدى إلى تحولات كبيرة وثورة في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي، مؤثرًا على عدة جوانب رئيسية من أهمها: تأثير على الشركات التكنولوجية الكبرى إذ تسبب ذلك الظهور في انخفاض حاد في قيم أسهم شركات مثل “إنفيديا”، التي خسرت قرابة الـ600 مليار دولار في يوم واحد، مما أثار قلقًا بشأن استدامة هيمنتها في سوق الرقائق المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن ظهور “ديب سيك” أدى إلى تعزيز التنافسية الصينية، فيما أثر على الشركات الأمريكية، فيما أجج التنافس المتزايد بين بكين وواشنطن في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تهميش دور أوروبا في هذه السباق التكنولوجي، مما يضعها في موقف صعب بين القوى العظمى.
أحمد الثقفي
وأفاد الثقفي بأن نقاط الانتصار في صراع الذكاء الاصطناعي تكمن في التكلفة والكفاءة، والقدرة على الابتكار، والاستقلالية والمرونة إذ تمتلك الشركات الناشئة مرونة أكبر في اتخاذ القرارات وتوجيه استراتيجياتها، مما يمكنها من الاستجابة بسرعة للتغيرات في السوق والتكنولوجيا.
وشبه الخبير التقني م. محمد بازرعة السباق نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بسباق الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي، منوها بوجود مخاطر تتمثل في المبالغة بتقدير إمكانات بعض الشركات الناشئة، مما قد يؤدي إلى انهيارات مالية إذا لم تحقق هذه الشركات أرباحًا مستدامة.
الشركات العملاقة
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تتصدر المشهد العالمي في هذا المجال، بفضل شركات التكنولوجيا العملاقة مثل “جوجل”، و”مايكروسوفت”، و”أمازون”، إضافة إلى نظام بيئي قوي يدعم الشركات الناشئة ومراكز الأبحاث التي تؤهل الجيل القادم من العلماء والمبتكرين.
وبحسب بازرعة، تأتي الصين في المرتبة الثانية، مدفوعة بسياسات استثمارية استراتيجية تضخ استثمارات هائلة في الذكاء الاصطناعي، مع شركات رائدة مثل “علي بابا” و”بايدو”.
محمد بازرعة
وقال بازرعة إن في المرتبة الثالثة، يبرز الاتحاد الأوروبي من خلال تطوير تقنيات محلية تعزز المنافسة في هذا القطاع. أما الهند، فتحتل المرتبة الرابعة، مستفيدة من وفرة المواهب التقنية التي تشمل مهندسين ومبرمجين متخصصين في الذكاء الاصطناعي.
فوائد اقتصادية
ويرى الباحث في تقنية المعلومات مؤيد الشميري أن المنتصر النهائي في سباق الذكاء الاصطناعي لن يُحدد فقط بالتكنولوجيا، بل أيضًا بكيفية استخدامها لتحقيق فوائد اقتصادية، وعسكرية، واجتماعية طويلة المدى.
وأوضح أن السباق مستمر، وما زالت توجد فرص للدول والشركات الأخرى للدخول في المنافسة، فيما تعد السعودية من الدول الصاعدة بقوة في سباق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي (AI)، بفضل رؤيتها الطموحة رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للتقنية والابتكار.
وأضاف أن السعودية تسير بخطى متسارعة نحو بناء حضور قوي ومؤثر في هذا المجال مع استراتيجيتها الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي واستثمار أكثر من 20 مليار دولار في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم والتي تهدف لأن تكون ضمن أفضل 15 دولة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
مؤيد الشميري
ونوه بوجود 4 عوامل رئيسية تستفيد منها السعودية تجعلها قادرة على المنافسة، أولها: استثمارها في الابتكارات التقنية العالمية مثل (OpenAI وSoftBank Vision Fund)، ثانياً: موقعها الاستراتيجي بين أكبر دولتين في التقنية الصين شرقاً والولايات المتحدة غرباً، وثالثاً: الدعم الحكومي القوي في مجال التقنية كجزء من رؤية المملكة 2030، ورابعاً: تركيزها على المدن الذكية.
صحيفة الرياض 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة