المخاطر الخفية للتسارع الفائق في السيارات الكهربائية: منظور طبي متكامل

من ضمن الميزات العديدة للسيارات الكهربائية، يبرز التسارع الفائق السرعة كواحد من أهم خصائص السيارات الكهربائية، إذ توفر عزم دوران فوري يتفوق على معظم محركات الاحتراق الداخلي.

على الرغم من هذه الميزة المثيرة، فإن التسارع القوي جداً قد يحمل مخاطر صحية حقيقية على السائقين والركاب، خاصةً عند تعرض الجسم لقوى جاذبية (G-forces) عالية. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة بيوميكانيكس، قد تصل قوى التسارع في بعض السيارات الكهربائية إلى مستويات عالية جدًا بحيث تتجاوز 3 إلى 4 G، وهو ما قد يسبب دوارًا شديدًا، فقدانًا للتوازن، وفي بعض الحالات نوبات إغماء، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو ضعف في القدرة على التحمل.

على سبيل المثال، يعتبر تسارع سيارة مثل تيسلا موديل S بلايد من 0 إلى 100 كم/س خلال 2.5 ثانية تجربة مدهشة، إلا أن مثل هذه الأرقام قد تكون خطيرة على بعض الأشخاص. من ناحية أخرى، ينصح الخبراء بأن معدلات التسارع الآمنة تتراوح بين 5 إلى 7 ثوانٍ للوصول من 0 إلى 100 كم/س، ما يقلل من التعرض لقوى G العالية ويمنح الجسم فرصة للتأقلم مع التسارع.

للحد من هذه المخاطر، يمكن للسيارات الكهربائية الحديثة اعتماد وضعيات قيادة تدريجية تسمح بتوزيع التسارع بشكل أكثر سلاسة. كما أن الشركات المصنعة بدأت تدمج تقنيات ذكية لمراقبة حالة السائق، مثل أنظمة تنبيه عند ارتفاع مستوى الجاذبية المؤثرة على الجسم، مما يسهم في اتخاذ إجراءات وقائية فورية.

إضافة إلى ذلك، تعمل بعض الشركات على تطوير برامج تدريبية وتوعية للمستخدمين حول كيفية التعامل مع التسارع الفائق، بما في ذلك اختيار وضعيات القيادة المناسبة في الطرق السريعة والمناطق الحضرية.

في الختام، بالرغم من أن التسارع الفوري يعد ميزة جذابة للغاية في السيارات الكهربائية، إلا أنه من الضروري فهم إجراءات الأمان وتوعية المستخدمين حول المخاطر الصحية المحتملة.